يأتي هذا الكتاب للوقوف على العلاقة التفاعلية بين مؤسسات المجتمع المدني والهيئة المستقلة للانتخابات، و للوقوف على رؤى اللاعبون الأساسيون في العملية الانتخابية، وهم الاحزاب والقوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، إذ أن هذه الأطراف إذا ما تمكنت من وضع آليات سامية للتعاون سنكون قادرين على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. تعتبر الانتخابات احد أهم مقومات وأسس نظام الحكم الصالح والحياة الديمقراطية، كما أن الانتخابات تعزز من مشاركة الناس وتساهم في إنهاء حالة الجدل والاحتقان السياسي والاجتماعي المتراكم، وكان إحداث الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ثمرة للحراك الذي يطالب بالاصلاح، مما تتطلب من قوى المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية والأحزاب السياسية والنخب السياسية لعب دور هام و العمل الجاد من أجل ضمان مجموعة من الضوابط ومعايير النزاهة والشفافية في عمليات الانتخاب للوصول إلى مستوى أفضل من الحريات ومفاهيم احترام معايير الديمقراطية. ونظرا لحداثة التجربة الإنتخابية في ظل اشراف الهيئة المستقلة جاء هذا الكتاب ليعرض تجارب دول اخرى لصياغة أفكار ومقترحات من شأنها اغناء التجربة وإرساء اطار مؤسساتي وتشاركي مع الهيئة.

إن أحد وظائف منظمات المجتمع المدني والهيئات الاعلامية والاحزاب هي المتابعة الحثيثة لمجريات العملية الانتخابية وسلامة إجراءاتها وتعزيز المعرفة لدى المواطنين و تقوية الناس وتوعيتهم ليتولوا الدفاع عن مصالحهم، وهذا لا يتم إلا إذا تم العمل على بناء دور مؤسساتي يقوم على ترسيخ مبادئ الديمقراطية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان وتحصينها من خلال توعية وتعريف الناس بحقوقهم وتأطيرهم للدفاع عنها من خلال دور عملي، يتم فيه حشد وتجنيد مراقبين ومتطوعين يتم تأهيلهم وتدريبهم من اجل إيجاد فرق عمل كفؤه وفاعلة، لتراقب علي سير عمليات الانتخاب من إلفها إلى يائها و كل هذا بالتعاون والتنسيق مع الهيئة.